اضرار عصيرات الشوارع في رمضان

تنتشر فى شهر رمضان الكريم ظاهرة متكررة ومازال الناس محافظون عليها رغم خطورتها البالغة، وهى ظاهرة انتشار عربات بيع العصائر كالعرقسوس والتمر هندى وغيرها من المشروبات التى ارتبطت على مر الزمان بمدفع الإفطار وشهر رمضان والصيام، وفى شوارعنا أصبحت منتشرة بشكل كبير، فيكفيك السير بضعة أمتار لتقابل عربة مشروبات على الرصيف ويكفيك سيرا شارع بأكمله لتصادف عشرات من تلك العربات.

تباينت حول تلك الظاهرة الآراء بين مؤيد ومعارض، ففى الأحياء الشعبية كبولاق وفيصل وغيرها يطلقون عليها (عربات الغلابة)، واصفين أسعار مشروباتها بالزهيدة (وعلى قد الجيب)، بينما البعض الآخر اعتبرها نوع من الانفلات، نظرا لأنها بعيدة عن أعين المسئولين فى وزارة الصحة،كما أن منتجاتها لا تخضع للرقابة وبالتالى قد يغش البائع فى المواد المضافة لتلك العصائر مما يضر حتما بصحة الناس.

ويؤكد محمد صاحب عربة عصائر فى إحدى المناطق الشعبية أن هذه العربة كلفته الكثير من الأموال لتكون بمواصفات صحية، وتشجع الناس للشراء منها وسط العدد الكبير من عربات بيع العصير فى الشارع، أما العصير فهو طبيعى 100%، ولا يضيف إليه أى من المواد الحافظة، ويؤكد "يوميا آخذ لأولادى ولبيتى ليشربوا من عصائرى مثل الزبون تماما"،ويضيف "إن كثير من مهتنى تلك المهنة ليسوا منها، ودخلاء عليها مما يدفع بعضهم لإضافة المواد الحافظة كالملح الإنجليزى والألوان الصناعية والتى تغير من طعم التمر هندى أو العرقسوس وتغير لونه ويصبح ضارا للصحة أملا فى ربح أكبر".

فيما قال فى حين أكد احمد إسماعيل (40 سنة) إن عربات بيع العصير ظاهرة جيدة، لأنها توفر العصائر الباردة فى رمضان فهى عادة تربينا عليها أن نشترى التمر هندى والعرقسوس فيه، وليست كل محلات العصائر توفرهما لذا نشترى من العربات المنتشرة بكثرة دون أن نتكبد عناء المسافات فهى قريبة من بيوتنا وأعمالنا،كذلك توفرها بأسعار زهيدة.

أما أيمن 30 عاما فيرى أنها ظاهرة متكررة وعادة فى رمضان، ولكنها ضارة جدا على صحة الناس، نظرا لعدم مراعاة أصحاب تلك العربات لمستوى الأدنى من النظافة درجة عالية من النظافة فهى مكشوفة للأتربة والميكروبات وعوادم السيارات.

ويقول الدكتور صابر سليمان الغرباوى، استشارى السمنة والنحافة، إن تلك الظاهرة من اخطر الظواهر غير الصحية فى شهر رمضان، فمعظم تلك العصائر مؤذية جدا لجسم الإنسان ،بسبب المواد الحافظة فيها والإضافات غير الصحية عليها، لأن الأثر الجانبى لبعضها يظهر على المدى القريب كظهور نشر حرارى أو حساسية بعد تناولها، خاصة لدى الأطفال، والأخطر هو أثرها على المدى الطويل كظهور أمراض بالجسم خطيرة كالفشل الكلوى وكسل الكبد.

وحذر "صابر" من تناول تلك العصائر، لعدم صلاحية المواد المستخدمة فى تحضيرها، فضلا عن خطورتها على الصحة العامة، فهى تقلل أيضا من معدل الحرق للدهون بالجسم بسبب المواد الحافظة ومكسبات الطعم واللون والرائحة، كذلك تفتقد للألياف الطبيعية الموجودة فى العصائر الطازجة من الفواكه الطازجة، مما قد يسبب سرطان القولون والذى بدأ ينتشر فى الفترات الأخيرة بسبب نقص الألياف الطبيعية وانتشار العصائر المضاف إليها المواد الحافظة والألوان الصناعية.